تعقيباً على مقال الدكتور محمد بن إبراهيم العبيداء الذي نشر في صفحة عيادة الرياض بجريدة «الرياض» العدد رقم 13878 بتاريخ 27/5/1427ه بعنوان «حشوات الفضة اختيار آمن ولا ننصح بإزالتها واستبدالها».
لقد ادعى الدكتور العبيداء أن احتواء حشوة الأسنان المعروفة بالاملغم على 50? من الزئبق ادعاء خاطئ، واضاف انه لا توجد دراسة واحدة تثبت بأن الزئبق المتسرب من حشوات الأملغم يمتصه ويختزنه الجسم ويسبب أي أضرار.
ذكر الدكتور العبيداء في نهاية العمود الاول من الصفحة تحت عنوانه «السمومية» الفقرة التالية: «مما يؤسف بأنه في المقالات السابقة التي كتبها كل من الأستاذ الدكتور جابر بن سالم القحطاني والأستاذ الدكتور عبدالكريم المؤمن قد خلطا وبغير عمد بين استخدام الأملغم واحتوائه على الزئبق ضمن مكوناته وبين مضاعفات التسمم بمعدن الزئبق».
ونظراً لوجود شك عند الدكتور العبيداء عن صحة ما كتبناه حيث ذكر أن حشوة الأملغم لا تحتوي على 50? من الزئبق وكذلك عدم وجود دليل واحد أو دراسة واحدة تثبت بأن الزئبق المتسرب من حشوات الأملغم يمتصه ويختزنه الجسم ويسبب اضراراً، بالإضافة إلى انه اشار الينا بالخلط بين استخدام الأملغم واحتوائه على الزئبق، فأني سأوضح للدكتور العبيداء وللقارئ الكريم مع احترامي للدكتور العبيداء أن جميع ما ذكره فيما يتعلق بنسبة الزئبق في حشوة الأملغم، وعدم وجود دراسة واحدة تثبت بأن الزئبق المتسرب من حشوات الأملغم يمتصه الجسم ويسبب اضراراً على الإنسان غير صحيح وسأوضح ماذا قالت الدراسات والمراجع العلمية والهيئات الصحية عن نسبة الزئبق في حشوة الأملغم وعن خطر تسرب الزئبق من حشوة الأملغم على مختلف اعضاء جسم الإنسان كما يلي:
اولاً: فيما يتعلق بتركيب حشوة الأملغم فقد نشر الدكتور Joyal Taylor مقالة علمية بعنوان: The complete Guide to Mercury Toxicity from Dental Filling. San Diego, CA, Scripps publishing, 8991 ذكر فيها مكونات حشوة الأملغم كما يلي: 50? زئبق، 25?، فضة، 25? قصدير ونحاس وزنك.
بالإضافة إلى هذا المصدر عن تركيبة حشوة الأملغم فقد نشر الدكتور PHiLLip p. SUKEL باباً بعنوان (Biologic Dentistry) والمنشور في كتاب بعنوان: Clinician Complete Referance To Complementary and Alternative
Medicine, M Musby, 0002). Page 866
هذان الدكتوران هما طبيبا أسنان ولهما باع طويل في الابحاث العلمية وتأليف الكتب وأعتقد بأنه لا أنا ولا الدكتور العبيداء نستطيع أن نشكك في علمهما.
لقد ذكر الدكتور العبيداء في مقالته تحت عنوان «التركيب» ان مكونات حشوة الأملغم تتكون من 35 - 42? من الزئبق بالإضافة إلى مسحوق سبائك الفضة، والقصدير والنحاس، والزنك بالإضافة إلى معادن اخرى بنسب ضئيلة جداً، كنت أتمنى من الدكتور العبيداء ذكر المصدر الذي حصل على هذه التركيبة منه بالإضافة إلى ذكر المعادن الاخرى، واعتذر للدكتورالعبيداء في طلبي هذا ولكنه خطأنا عندما ذكرنا أن حشوة الأملغم تحتوي على 50? زئبق وطلب الدليل، إذاً فلا حرج لو طلبنا منه الدليل.
ثانياً: فيما يتعلق بعدم وجود دراسة واحدة تثبت عدم اطلاق الزئبق من حشوة الأملغم وكذلك ضرره على صاحب الحشوة، فقد أخطأ الدكتور العبيداء حيث توجد دراسات وليست دراسة واحدة تثبت ان الزئبق ينطلق من حشوة الأملغم ويسبب اضراراً مختلفة على مختلف اجزاء الجسم وهذا هو الاثبات:
1 - اظهرت الدراسات التي عملتها منظمة الصحة العالمية (WHO) ان حشوة واحدة من الأملغم تطلق مابين 3 - 17 ميكرجراماً من الزئبق يومياً، جاعلة حشوة الأملغم المصدر الرئيسي للتعرض للزئبق.
2 - وفي دراسة دانماركية أجريت على 100 رجل و100 امرأة أوضحت هذه الدراسة ارتفاع نسبة مستوى الزئبق في دمائهما وكانت هذه النسبة لها علاقة بوجود أكثر من اربع حشوات من الأملغم في أسنانهم.
3 - فحص علماء امريكيون وسويديون وألمان عدد من الجثث كان لديهم حشوات الأملغم ووجدوا علاقة واضحة جداً بين عدد الحشوات لديهم وكمية الزئبق في أدمغتهم وكُلاهم، وهذه الثلاث دراسات موضحة ادناه باللغة الانجليزية للتأكيد.
4 - ووفقاً لوزارة الصحة الألمانية التي تقول: «تعتبر حشوة الأملغم خطراً على صحة الإنسان من الوجهة الطبية وذلك يعود إلى انطلاق أبخرة الزئبق من حشوات الأملغم يومياً من جراء مضغ العلك أو تفريش الأسنان، وحشوة الأملغم تتآكل وتصدى وتفسد مع الوقت، والطريقة المثلى هي ازالة الحشوة واستبدالها كل ما بين 7 - 10 سنوات من تاريخ تركيبها.
5 - يقول الدكتور Arana ان حشوة الأملغم يمكن ان تطلق الزئبق والقصدير والنحاس والفضة وأحياناً الزنك إلى الجسم. هذه المعادن لها درجات في خطورتها وعندما توضع في الحشوة وتحشى بها الاسنان فإنها تتآكل وتتحول إلى أيونات معدنية، وهذه الايونات المعدنية يمكنها مغادرة الأسنان إلى جذور الأسنان فالفم ثم إلى العظام وبعد ذلك إلى انسجة الفك وأخيراً تصل إلى الاعصاب ومن هناك يمكنها الوصول إلى الجهاز العصبي المركزي وعندئذ تمكث الأيونات المعدنية ثابتة، ممزقة جميع وظائف الجسم الطبيعية إذا لم يوقف حد لها وازالتها من الجسم.
6 - في شهر سبتمبر من عام 1992م افاد حاكم كاليفورنيا بيت ويلسون (Pete Wilson) بأن مجلس الولاية لاختبار الأسنان اقترحوا ورقة عن حشوات الأسنان توزع على جميع أطباء الأسنان، وتعتبر ولاية كاليفورنيا هي أول ولاية تسن تشريعاً كهذا. وقد أحيط الدكتور Joyal Taylor رئيس جمعية طب البيئة للاسنان بكاليفورنيا، وهو طبيب أسنان، والذي يأمل أن يعيد هذا القرار الطريق إلى التحريم الكلي لاستعمال الزئبق في طب الأسنان الجديد، مضيفاً إلى أن ثلاثين ألف طبيب أسنان على مستوى القطر يطالبون بتحريم كهذا.
ويقول الدكتور Taylor لقد حان الوقت لنزع حشوات الأملغم حيث لا توجد دراسة واحدة في الولايات المتحدة الامريكية تثبت أمان حشوات الأملغم، وعندما ينطلق بخار الزئبق من الأسنان فانه يسبب مشاكل فيزيائية وعضوية مثل الخدر ونخز ورجفان وطعم معدني في وجود حشوة الأملغم.
7 - وفي ألمانيا منع بيع وصناعة حشوات الأملغم منذ عام 1992م، وفي السويد بعد مؤتمر خاص حدد الأملغم على انه مادة سامة وقامت الشؤون الاجتماعية والإدارات الصحية بعمل اعلان ضد استخدام حشوات الأملغم في علاج الأسنان للمرأة الحامل. واكثر من ذلك وعدت السويد بتحريم الأملغم حالما يوجد البديل، وتقوم الحكومة بدفع 50? من تكاليف نزع حشوات الأملغم.
أعتقد ان هذه الأدلة كافية ليعرف الدكتور العبيداء بأننا لم نخلط وان ما قلناه مبني على براهين وحقائق موجودة في المصادر العلمية لمن لديه اهتمام بمتابعة ما يدور حوله في العالم.
ثالثاً: في العمود الثاني من مقالة الدكتور العبيداء بعنوان «بداية المعركة» حيث ذكر أن المعركة حول حشوات الأملغم ظهرت بشكل جلي عندما عرض برنامج 60 دقيقة الاخباري الامريكي ذو السمعة العريقة برنامجاً لمدة 15 دقيقة عن سمومية الأملغم. وقد اثار ذلك البرنامج الكثير من الجدل وقد وجد بعض المشككين ضالتهم ووجد بعض أطباء الأسنان الباحثين عن الثراء السريع والشهرة فرصة صالحة لاستغلال شهرة وانتشار البرنامج لاسباب مادية بحتة فارتفعت أصوات المحاربين للأملغم برغم قلتهم إلا ان اصواتهم كانت عالية. وترأس هذه الحملة الدكتور هال هينجز وهو طبيب أسنان.. الخ وتعليقي على ما ذكره الدكتور العبيداء هو ان البرنامج الذي ذكره لا يتحدث عن شيء إلا إذا كان موثقاً لانه لو حصل أن ما قيل في البرنامج عن حشوات الأملغم غير صحيح لاحتجت جمعيات ومؤسسات طب الأسنان في جميع ولايات أمريكا. والشيء الذي أعرفه ان الدكتور هال هينجز بايونيرو مشهور وله باع طويل في البحث العلمي وله مؤلفات عديدة حول طب الأسنان وأعتقد انه يعرف جيداً ان ما قيل في البرنامج عن حشوات الأملغم صحيحة وهو أول من نادى بخطورة الأملغم وهو غني بما فيه الكفاية، وصحة ما أرتاه دكتور هينجز بأمريكا يوافق ما ارتأته ألمانيا والسويد والدنمارك وعدد كبير من أطباء الأسنان الذين طالبوا في أمريكا بتحريم حشوة الأملغم وبالتالي فهذا يؤيد خطورة حشوة الأملغم، وقد أحببت في مقالي عن الزئبق ان اوضح للناس خطورة الأملغم على صحتهم وافتخر ان اكون اول من تحدث عن هذا الموضوع والذي يهم شريحة كبيرة من المجتمع ليأخذوا حذرهم من التعرض للزئبق بأي صورة كانت سواء أكانت في حشوات الأملغم أو في الخضروات والفواكه أو في الحبوب واللحوم والألبان والبيض والمياه. ان الزئبق متواجد في أشياء كثيرة وهو سم تراكمي يجب الحذر منه وعمل التحليل الدوري لمعرفة نسبة مستواه في جسم الأسنان وعلاجه قبل فوات الاوان. كما أحب توضيح ان نسبة الزئبق عادة في الخضروات والحبوب والفواكه واللحوم والاسماك والبيض ومياه الشرب نسبة ضئيلة جداً الا في حالة نمو النبات في تربة ملوثة بالزئبق أو ان مياه الآبار أو الينابيع التي تشرب منها تنبع من تربة ملوثة بالزئبق فحينئذ يجب ان نأخذ احتياطنا، وقد وجد فعلاً في بعض المناطق مياه شرب وترب ملوثة بالزئبق ولم يعرف ان هذه المنطقة ملوثة بالزئبق الا بعد ظهور اعراض التسمم بالزئبق على الناس الذين يشربون من آبار هذه المنطقة ويأكلون من حبوبها فقام المهتمين بالصحة بتحليل لهذه الفئة من الناس فوجدوا ان معدل مستوى الزئبق لديهم عالي فعلاً وعلى اثر ذلك حللوا مياه الشرب للآبار التي يشربون منها فوجدوا ان نسبة الزئبق في المياه عالية جداً.
المصادر - Re ferences
1 - The complete guide to mercury toxicity from dental fillings. Joyal Taylor San Diego, CA: Script Publishing,. 8891.
2 - Dental Mercury Detox. Sam and Michael Ziff. Orlando. Fl: Bio-Probe, 3991
3 - Dentistry without mercur, Sam and Michael Ziff. Orlando, Fl: Bio-Probe, 3991
4 - Infertility and Birth Deffects: Is Mercury from Silver Dental Fillings a Hidden cause? Sam and Michael Ziff. Orlando, Fl: Bio-Probe, 7891
5 - Is All In Your Head: The link Between Mercury Amalgam and Illness. Hal Huggins D.D.S. New York: Avery/penguin Putman 3991.
6 - Mercury poisoning from Dental Amalgam: A hazard to the human brain. Patrick Stortebecker, M.D., p.h.D. Orlando, Fl: Bio-Probe, 6891
7 - Silver Dental Fillings: The toxic Time Bomb. Sam Ziff. Santa Fe, NM Aurora Press, 6891
8 - Uniformed Consent: The Hidden Dangers of Dental Care: Hal Huggins, D.D.S. , and Thomas Levy. M.D.J.D. Charlottesville, VA: Hampton Roads Publishing, 9991
9 - Mercury biblography Update, Hanson M. Orlando, Fla, Bioprobe, includes 4041 citations and 016 abstract covering. 1991 to 3991.
أخي فضلا شارك الموضوع لتعم الفائدة ولاتنسى دعمنا بلايك على صفحتنا على الفيس بوك في الأعلى تشجيعا لنا وأي استفسار أو سؤال ضع تعليق في الأسفل بارك الله فيك.
0 تعليقات
تعليقك يهمنا